包澄章:“加强中埃教育合作的战略意义”,《金字塔报》
发布时间: 2016-01-20 浏览次数: 274

2016120日,中东研究所助理研究员包澄章在埃及《金字塔报》发表阿语评论文章《加强中埃教育合作的战略意义》。文章提出,在中埃建交60周年之际,加强中埃教育合作将对深化中阿战略合作关系形成辐射效应和引领作用,有利于提升双方民族间的深层认知和孵化精英人才。全文如下

الأهمية الاستراتيجية لتعزيز التعاون التعليمى بين الصين ومصر

باو تشنغ تشانغ

رفعت الصين ومصر العلاقات الثنائية بين البلدين إلى شراكة إستراتيجية شاملة عام 2014، فى إطار علاقات التعاون الاستراتيجى القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة التى تم تأسيسها بين الصين والدول العربية عام2010.

وتعتبر مصر أول دولة عربية تقيم تعاونا تعليميا مع الصين، حيث يرجع تاريخ هذا التعاون إلى سفر العالم الإسلامى الصينى الكبير ما فو تشو (Ma Fuchu)، فى فترة أسرة تشينغ الملكية، إلى مصر للدراسة فى جامعة الأزهر قبل 175 سنة. وبعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر عام 1956، حقق التعاون التعليمى بين البلدين نتائج مثمرة بأشكال متنوعة منها التبادلات رفيعة المستوى، والمشاريع التعليمية بين الجامعات والمعاهد، وتبادل الطلاب الوافدين. فيما تم تشكيل مجموعة من الآليات فى مجال التعاون التعليمى الصينى المصري.

وعلى المستوى الرسمي، ينفذ الجانبان تعاونا تعليميا يعتمد على منصة واحدة وإطارات ثلاثة وآليات خمس متمثلة فى آلية التبادل الثقافى فى منصة معهد كنفوشيوس، وآلية خطة تعاون 20 + 20 بين الجامعات الصينية والإفريقية فى إطار منتدى التعاون الصينى الإفريقي، وآليتى ندوة التعليم العالى والبحث العلمى وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية فى إطار منتدى التعاون الصينى العربي، وآلية منتدى رؤساء الجامعات الصينية والعربية فى إطار معرض الصين والدول العربية.

ويعد التعليم مجالا للتعاون لا يمكن تجاهله وعاملا دافعا هاما لتطوير الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين. مع زيادة قوة الصين الوطنية الشاملة وارتفاع مكانتها الدولية، وعودة مصر إلى استقرار الوضع السياسى والانتعاش الاقتصادى بعد مرورها بمرحلة انتقالية امتدت لخمس سنوات من الاضطراب ، وبمناسبة مرور 60 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، فإن لتعزيز التعاون التعليمى بين البلدين أهمية إستراتيجية كبيرة.

أولا: يدفع تعزيز التعاون التعليمى إعداد المواهب والنخب، فلا يتناسب مع متطلبات تطور عصرنا هذا إلا مواهب تتقن القواعد الدولية وتحمل منظورا دوليا، وتملك قدرة على المشاركة فى الشؤون الدولية والمنافسة الدولية والحوار مع الآخرين فى الساحة الدولية، لتعزيز التعاون فى كل المجالات بشكل أكثر فعالية.

وهناك حاجة ملحة لدى الصين ومصر لتحضير وتطوير المواهب والنخب، ولذا فمن الضرورى إنشاء رابطة الخبراء المصريين لشؤون الصين ورابطة الخبراء الصينيين لشؤون مصر، والتى تضم علماء وباحثين يتقنون اللغات الصينية والعربية والإنجليزية والقواعد الدولية إضافة إلى فهم العادات الاجتماعية والمحرمات الثقافية للبلد الآخر.

ثانيا: يحظى التعاون التعليمى بدور ريادى ويعد دافعا للتعاون فى المجالات الأخرى. لا يكفى أن يلعب هذا التعاون دورا لدفع التعاون بين الصين ومصر فى مجال الثقافة والسياحة والعلم والتكنولوجيا وغيرها فحسب، بل يجب أيضا أن يحفز اهتمام الدول المجاورة لمصر - بموقعها الجغرافى المتوسط ما بين المشرق والمغرب من العالم العربى وبصفتها دولة عربية وإفريقية وإسلامية - لتحقيق التعاون بين الدولة النامية على قدم المساواة، ما يساعد على تعزيز التعاون التعليمى بين الصين والدول العربية والإفريقية والإسلامية الأخرى.

ثالثا: يساهم التعاون التعليمى فى تعزيز وتعميق الفهم والثقة المتبادلتين بين الشعبين الصينى والمصري، إذ أن الفهم والثقة يشكلان الأساس الاجتماعى للتعاون فى كل المجالات. وقد طرحت الصين مبادرة الحزام والطريق كنمط تعاون جديد يتسم بتبادل المنفعة والشمولية والفوز المشترك، وتعكس هذه المبادرة فكرة مجتمع المصير المشترك بحيث يرتبط مصير جميع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق بعضها البعض كخيط الحرير. ويساهم التعاون التعليمى فى فهم الشعبين الصينى والمصرى لهذه الفكرة ثم ممارستها من خلال التعاون فى مجالات أخرى لتبديد الشكوك وتعزيز الثقة المتبادلة بين الشعبين.

ومن أجل تفعيل وتعزيز التعاون التعليمى بين الصين ومصر فى إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة، يقدم هذا الكاتب بعض المقترحات كما يلي:

أولا: وضع آلية طويلة المدى للتعاون التعليمى والبحث العلمى بين الجامعات الصينية والمصرية. على الرغم أن عدد اتفاقيات التعاون التعليمى التى تم توقيعها بين البلدين ليس بالقليل، ولكن بعض الاتفاقيات ضعيفة التنفيذ. ومن المقترح وضع مشروع التعاون للدراسات الصينية - الدراسات المصرية تحت إشراف وزارتى التربية والتعليم الصينية والمصرية، وإنشاء صندوق بحث علمى مختص للباحثين الصينيين والمصريين ممن قاموا بهذه الدراسات منذ فترة طويلة، كآلية طويلة المدى فى تحضير المواهب والنخب من دائرة المعارف، إضافة إلى تعزيز تنفيذ آليات التعاون التعليمى الرسمية المذكورة أعلاه.

ثانيا: إيجاد نمط جديد لتطوير المواهب والنخب فى مجال التعاون التعليمي. من المهم أن تكون هذه المواهب والنخب من ذوى المنظور الدولى والقدرة على المشاركة فى التبادلات الدولية والحوار فى الساحة الدولية ليقوموا بدور مهم فى تعميق تعاون الصين ومصر فى الشؤون الدولية ورفع مكانتهما الدولية. للتماشى مع تنفيذ مبادرة الحزام والطريق للجانب الصينى وبرنامج قناة السويس الجديدة للجانب المصري، حيث يمكن للجانبين أن يعملا على إيجاد نمط الإنجليزية + العربية / الصينية + تخصص لوضع تطوير المهنيين من التكنولوجيا والنقل البحرى والمال والسياسة فى الأولوية، وزيادة المنح الدراسية للطلاب الصينيين والمصريين من هذه التخصصات، وإقامة علاقات التوأمة بين المدن الساحلية الصينية والمصرية، إضافة إلى قيام الجانبين بالتعاون مع الهيئات الفرعية للأمم المتحدة لتوسيع قنوات تطوير المواهب وخبرتهم فى التبادلات الدولية.

ثالثا: إبداع نمط تعاون التعليم المهنى الحديث. يتفق تعزيز التعاون بين البلدين فى مجال التدريب الفنى والتعليم المهنى مع ما تطلبه مصر من الانتعاش الاقتصادى وتحسين تهيئة فرص العمل فى الوقت الراهن، إذ شدد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى على أن تقدم مصر كل الدعم اللازم لدعم التعليم والتدريب الصينى فى مصر خلال زيارته للصين ديسمبر2014 . ويمكن للجانبين أن يبدعا نمطا للتعاون التعليمى المهنى الحديث، على سبيل المثال، إنشاء معهد التعليم المهنى الصينى المصرى الذى يقدم تعليما مهنيا وتدريبا فنيا على المدى القصير من أجل تدريب وتطوير مجموعة من العمال المهرة بما يتفق مع طلب السوق والعمل والتوظيف فى مصر.

* باحث بمعهد دراسات الشرق الأوسط لجامعة شانغهاى للدراسات الدولية

来源:金字塔报